موضوع: دررٌ على طريق المعالي الأحد مارس 15, 2009 5:09 am
الشيخ : محمد أحمد الراشد – كتاب ( نحو المعالي ) . * الحازم من نظر في العواقب نظر المراقب ، وعرف الإضاعة ، ولم يجعل الحلم بضاعة ، فإنما العمل الحقيقي: عمل يصعدك ويرقيك . * فالحذر الحذر أن يعجل للنفس سيرها، ويفارق القفص طيرها، وهي بالغرض الفاني متثبطة ، وبصحبته مغتبطة . * وإنك محتاج إلى جذبة توقد مصباح الهمة، في ديجور هذه الغفلة المدلهمة . * فلا تكن مثل فلان، فإنما هو غريق، وتائه لا يبدو له طريق . * اجعلن " أقلل من الدنيا " الشعار . * فإن الدنيا منزل عبور، لا مستقر حبور، ومعبر وممر، لا وطن ومستقر . * أتطلب ما يطغيك، وعندك ما يكفيك ؟ * وما الأموال إلا كالظلال! * كل ما أغفل القلوب عن ذكره تعالى فهو... دنيا . * وكل ما أوقف القلوب عن طلبه فهو.... دنيا . * وكل ما أنزل الهم بالقلب فهو..... دنيا . * فاستقم على طريقة السلف، واتجر في أسواق العمل بمالك لا بالسلف . * وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها: هل راح منها بغير القطن والكفن؟ * وانظر كم تركت الفتن من قلب مقلب، وهوى مغلب ، وكم سار في طريقها من كادح ، وكثر الهاجي وقل المادح ، وكم تعددت أسماؤها، واتحدت أرضها وسماؤها . * إحدى يدي أصابتني ولم تردِ . * الصدأ قد أتلف من النفوس وجهها الفطري الصقيل ، فكيف ستستقبل ما يلقى عليها من قول ثقيل؟ * الخطب جليل، والمتفطن قليل، ولكن التنسيق يغني بإذن الله عن الكثرة. . وما الكف إلا إصبع… ثم إصبع . * وليس سواء عالم وجهول . * وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى . * فكن الحر.. وقدها بزمام . * فيا رب نفس بالتذلل عزّت . * والقلب يصدأ إن لم تجله حينا . * فجالس من تكلمك صفته، ولا تجالس من يكلمك لسانه . * وقصر الأمل... وبالغ في العمل . * فإنه ما طلعت شمس إلا وعظت بأمس . * وإنك أسير عهد وشعور، وليس لك من فداء . * حماك الله من الأوهام الطارقة، والعقول المفارقة . * فافخر بزيت مصباحك وبالأحبار، وليفرح الغافلون بخمر كؤوسهم وبالأوتار . * واعلم أن الحصيرة عرش الداعية . * وأن منابر الدعاة ترسم مسار الحياة . * واهنأ بالسكينة في ظلال التفويض . * وليكن آخر ما تدعو... أن الحمد لله رب العالمين .